في أبريل 2025، واجهت صناعة السيارات في المملكة المتحدة موجة برد قارس. ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن جمعية مصنعي وتجار السيارات (SMMT)، بلغ الإنتاج الوطني للسيارات في ذلك الشهر 59,203 وحدات فقط، بانخفاض سنوي قدره 15.8%، مسجلاً أدنى مستوى شهري قياسي منذ عام 1952 (باستثناء شهر الإغلاق بسبب جائحة 2020). انخفضت هذه البيانات بنسبة 25% على أساس شهري مقارنةً بشهر مارس من هذا العام، مما يعكس أن صناعة السيارات في المملكة المتحدة تواجه تحديات متعددة.
تأثير السياسة التجارية: تُبقي الولايات المتحدة على تعريفة جمركية بنسبة 27.5% على استيراد السيارات، وتقول علامات تجارية مثل جاكوار ولاند روفر إن أعمالها التصديرية تكبدت "خسائر فادحة". على الرغم من أن المحكمة الأمريكية أوقفت بعض سياسات التعريفات الجمركية في نهاية مايو، إلا أن التعريفات الجمركية على الصلب والألمنيوم والسيارات لا تزال سارية.
تعديل دورة الإنتاج: أدى ترتيب عطلة عيد الفصح المتأخر إلى تقليص وقت الإنتاج الفعلي، وتعليق الإنتاج مؤقتًا بسبب تحديث خطوط إنتاج السيارات الكهربائية في العديد من المصانع (مثل مصنع نيسان في سندرلاند).
فترة استبدال الطراز: انخفضت إنتاجية السيارات التي تعمل بالوقود التقليدي بشكل كبير، في حين لم يتم استغلال كامل طاقة إنتاج السيارات الكهربائية بعد. حاليًا، تُمثل السيارات الكهربائية (بما في ذلك السيارات الهجينة) 40.5% من إجمالي الإنتاج، ولم تكتمل بعد زيادة الطاقة الإنتاجية خلال عملية التحول.
سيارات الركاب: بلغ إنتاج 56,534 سيارة (بانخفاض 8.6% على أساس سنوي)، وتأثرت السيارات الصغيرة مثل ميني كوبر بشدة بنقص الرقائق.
السيارات التجارية: انخفض إنتاجها بنسبة 68.6% ليصل إلى 2,669 سيارة، مما يعكس عودة الطلب إلى طبيعته بعد الجائحة.
سيارات الطاقة الجديدة: لا تزال سيارة تيسلا موديل 3 تحظى بشعبية كبيرة، إلا أن التحول الشامل نحو السيارات الكهربائية يؤدي إلى تقلبات قصيرة الأجل. في أغسطس، انخفضت نسبة سيارات الطاقة الجديدة إلى أقل من 30%.
عدّلت الحكومة البريطانية مؤخرًا سياستها الصناعية: فأرجأت حظر السيارات الهجينة حتى عام 2035، وخفّضت قيمة الغرامات المفروضة على عدم تحقيق أهداف إنتاج السيارات الكهربائية. وأشار مايك هاويس، الرئيس التنفيذي لجمعية مصنعي وتجار السيارات (SMMT)، إلى أن اتفاقيات التجارة الجديدة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند قد تُحفّز انتعاش الإنتاج مستقبلًا، إلا أنها لا تزال تواجه على المدى القصير آثارًا سلبية، مثل إغلاق شركة ستيلانتيس لمصنع فوكسهول.
نمو العلامات التجارية الصينية عكس الاتجاه
تجدر الإشارة إلى أنه خلال فترة الركود الاقتصادي العام، كان أداء العلامات التجارية الصينية جيدًا: فقد ارتفعت مبيعات BYD بنسبة 334.3% على أساس سنوي، وزادت حصة MG في سوق السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة بشكل مطرد، لتصبح إحدى النقاط المضيئة القليلة في سوق يشهد ركودًا.